إنقاذ حتى الاحتراق.. بطولة كيرلس بكنيسة إمبابة لم تمنع وفاة أقاربه

 صباح أمس، الأحد، استيقظ كيرلس صبري متأخرا. تواصل هاتفيا بعدد من أصدقائه الذين اعتاد الذهاب معهم إلى كنيسة أبو سيفين في منطقة إمبابة. وصل بعض أصدقائه وكثير من أقاربه إلى الكنيسة مبكرا، وبينما كان



في طريقه إلى هناك، جاءه اتصال هاتفي ممن سبقوه، يخبرونه بأن الكنيسة تشتعل. سارع الشاب مهرولا إلى الكنيسة على أمل أن يكون الأمر أبسط مما صوره له أصدقاؤه، لكن سحب الدخان كانت تنذر بما هو أكبر من تصوره.

كان لون السماء أسودا بفعل الدخان، البعض يقفز من مبنى الكنيسة يحكي كيرلس ذو الـ23 عاما، وهو يرقد داخل مستشفى إمبابة العام، على إثر إصابته بحروق في مناطق متفرقة من جسده، متذكرا

المواقف الصعبة التي شاهدها، وما جعل الوضع أصعب عليه، أن أمه وأخته وأولاد عمه وأولاد خاله وكثير من أصدقائه كانوا بالكنيسة. شعر أن عليه واجبا أن ينقذ الأطفال ومن يستطيع الوصول

إليه من أقاربه، فوضع بطانية حول جسده، سرعان ما أكلتها النيران، وامتد الأمر لاشتعال حذائه، ورغم إنقاذه بعض الأطفال والكبار، إلا أن ابني خاله أندرو وروماني ماتا بسبب الاختناق.

كان الخشب قد تحول إلى رماد، وبعض الأجهزة الكهربائية تآكلت بفعل النار، وما يزال الشاب الذي يعمل في أحد محال قطع غيار الموتوسيكلات يعمل على إنقاذ من يستطيع إنقاذه، حتى احترقت ملابسه وطالت جسده، ولم يعد بإمكانه التحمل، بعد ربع ساعة من عملية الإنقاذ كنت أفكر في الأطفال أكثر من أي أحد آخر، ثم كبار السن، لكن سقوط بعض الزجاج والأخشاب وقفز البعض، كان يحول دون تدخل البعض.

يتذكر كيرلس سقوط طفل من أعلى الكنيسة على مبنى مجاور، فكسرت قدما الطفل، لكنه عاش: قد يعيش هذا الطفل بعاهة على أسوأ تقدير، لكنه عاش. يعتبر كيرلس تلك اللحظات من أسوأ ما مر به، كانت مشاهد الموت حوله، ولا يعرف هل سيكون أحد الضحايا أم سينجو بنفسه، وهو الباحث عن إنقاذ آخرين: كنت من أوائل من دخلوا الكنيسة، نعرف الأب عبد المسيح، وكان يعرفنا جميعا وبيننا وبينه علاقة طيبة، فقد هذا الرجل كان صعبا.

واشتعلت كنيسة أبو سيفين صباح أمس الأحد، بعد نشوب حريق بجهاز تكييف بالدور الثاني بمبنى الكنيسة، ويضم عددا من قاعات الدورس، وكان الانبعاث الكبير من الدخان سببا رئيسيا في الإصابات والوفيات. وعلى إثر الحريق توفي 41 شخصا وأصيب 16، وزعوا على مستشفى إمبابة العام، ومستشفى العجوزة، حالتهم مستقرة سوى حالة واحدة.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -